حتى تكون مناقشاً جيداً يجب في البداية أن تكون متلقياً جيداً ، و التلقي يكون بطريقتين إما بالإستماع أو بالقراءة ، فانت حتى تناقش في شيء ، يجب أن يكون ذلك الشيء قد سمعته أو قرأته، و أولى خصائص النقاش الجيد أن تكون قارئاً و مستمعاً جيداً و من ثم أن تكون لديك القدرة على تحليل ما تلقيته بشكل فني دقيق حتى لا تظلم من تناقشه فتقوله ما لم يقله نظراً لعدم فهمك ما يعنيه.
إذا عليك أولاً ان تفهم كل جملة قالها من تناقشه ، ثم عليك في حالة عدم تأكدك من فهم جملة معينة أن تقوم بطلب الإستيضاح ممن تناقشه أولاً و قبل المناقشة أو في بداية المناقشة و قبل الخوض في تفاصيل النقاش و الخلاف، وذلك حتى تتيقن من أنك تفهم ما يقصده تماماً فلربما خانه اللفظ في بعض المواقع فتكون قد بهته حقه في مناقشتك إياه.
عند النقاش حاول أن تجعل خطابك سواء أكان مكتوباً أو شفهياً متسلسلاً في الأفكار و متناولاً نقاط الخلاف بينك و بين من تناقشه بأسلوب مؤدب دون إنتقاص من شأن من تحاوره مهما بدا لك من سخافة طرحه فإنما هدف النقاش إقامة الحجة البينة عليه بقوة العلم و المنطق لا بأسلوب الإمتهان و التحقير، حاول أن يكون نقاشك في أقصر ما يمكن فتذكر دائماً أن خير الكلام ما قل و دل ، فلا تكثل من الأمثلة و الإستشهادات فالقليل منها يفي بالغرض ، فلو كان لديك مئة دليل على قول فيكفي أن تذكر دليلين أو ثلاثة من أقواها في نظرك.
لا تحاول التكلم بصيغة العجب و كأنك واثق من انك أنت المنتصر في النقاش لا محالة - حتى لو بدا لك ذلك - فأنت تناقش لهدفين إما لتقنع من تناقشه أو لتقنع من يستمع من الجمهور للنقاش ، أما إن سخرت ممن تناقشه فقد يحمله أسلوبك لرفض حديثك و إن كان صدقاً ، و أما بالنسبة للجمهور فدعه هو يحكم بالعلم عليكما أيكما على صواب دون أن تحاول بأسلوب الكلام جر الكفة لصالحك، و إنما فقط سبيلك قوة الحجة و البرهان و الدليل لا غير، فتلك هي سمة العقلاء!
المقالات المتعلقة بكيف تكون مناقشا جيدا